من البديهيات التي تجعل كتابة النص الشعري يفيض جمالية أو يرقى بالدلالة المتصلة به لإضفاء معنى ايروتيكي جديد هي طرح مجموعة من المشاكل الشائكة التي أدرجت بين رفوف المنع أو اعتبرت من الطابوهات. فالشاعر يحول الأسلوب الكتابي التقليدي ليكسر دائرة الاستبداد اللفظي عبر اختراقات لفظية مبتكرة تتمثل في القراءة النقدية في الشكل والإيحاء والمجاز بديوانه ( صبايا على موائد العري ) باعتباره أحد نماذج الكتابة المبتكرة التي جسدت الشكل الايروتيكي في مواجهة النصوص الشعرية الإباحية الملتبسة أو الخالية من فنية اللغة وجمالية الصورة ومستويات المعنى أو الدلالة من خلال معالجته لقضايا اجتماعية من تحرش جنسي واغتصاب. ولم تقتصر تجربة الشاعر في هذا الديوان بالحزم لتوضيح الوجه الحقيقي للمجتمع عن لذة الجسد وعن ثقافة اعتبرت خدشا للحياء وخروجا عن تقاليد خاطئة. فالقصيدة الإيروتيكية بالنسبة للشاعر هي جلوس على كرسي الاعتراف عن الخبايا التي لا نقوى للاعتراف بها أو حتى الكلام عنها بشفافية وبصراحة البوح . فالعقدة الموروثة تبقى هي العائق للخروج من دوامة ما نريده أو لا نريده، بين البوح أو الكتمان أو التستر. فموضوع هذا الديوان الذي يختلف من ناحية سرد القصيدة التي إن كانت قراءتها سطحية ستعتبر أسلوبا إباحيا يخدش بالحياء، لكن إن كانت قراءتها قراءة نقدية فسيكون المفهوم مختلفا جدا لمعالجة معضلة هي رهان الوقت الحاضر ومعاناة الكثير من الناس لحياتهم الحميمية، والتي تفجر ذلك الكبت باللجوء للخيانة الزوجية أو للاغتصاب أو لزنا المحارم أو لكل أنواع الشذوذ الجنسي كالمثلية أو السحاقية، ويعتبر هذا الديوان مما يتضمنه من إشارات قوية ودلالات قوية عن مأساوية اللحظة و درامياتها. سهام الطرابلسي أستاذة للأدب الفرنسي تونس قرطاج