مسرحية تعد من أروع المسرحيات العربية في القرن العشرين نظرا لكثافتها التاريخية وابرازها لمتناقضات عصر ولأبعادها الحضارية وتفاعلها مع الأحداث المعاصرة. تروي المسرحية في ثلاثة فصول، أو "منمات" حصار التتار لدمشق في عهد تيمور لنك وكيف كان رد فعل المدينة وأهلها على قدوم الغازي. تبدأ المسرحية بنائب الغيبة وقد أراد الهرب وتسليم المدينة، إلا أن تلاميذ الشيخ برهان الدين التاذلي يمنعونه من الهرب وينقل التاذلي السلطة لآزدار أمير القلعة الذي يريد القتال حتى الموت، ويجبر الشيوخ الآخرين على المضي معه في مشروع الجهاد وتبقى المدينة منتظرة قدوم السلطان المملوكي ليقود المدينة في مواجهتها مع الغازي بعد قدوم السلطان وفرحة الناس به، يقرر السلطان أن يعود إلى مصر وأن يترك دمشق يستبد الغضب بالتاذلي الذي يعزل السلطان ويمضي للجهاد حتى الموت. بعد استشهاد التاذلي ينقسم أهل دمشق إلى فريقين، الذين استلهموا سيرة التاذلي في القتال حتى الموت، وهؤلاء يلحقون بالقلعة حيث يتحصن الأمير آزدار، والذين يريدون التسليم، وهؤلاء يقودهم الشيخ ابن مفلح في صفقة كان من عناصرها دلامة التاجر والعالم ابن خلدون، ولكن الغازي تيمور لنك يثقل على الشيوخ بالمطالب التي يستخلصونها بعنف من أهل دمشق، ثم بعد أن تخرب دمشق يقوم تيمور لنك بحبس وتعذيب الشيوخ الذين تواطؤوا معه، أما القلعة فإنها تقاتل حتى ينتهي الأمر بمن فيها بين القتل والأسر. لا تعتمد هذه المسرحية على أدوار البطولة ولا على الحبكة التقليدية فقدمت شخصيات أمام مواقف ومآزق عصرها.