ݺߣ

ݺߣShare a Scribd company logo
شخصيات إسلامية
إسهامات علماء المسلمين في الطب 
يُعد علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي 
كان 
لعلماء المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار 
عصور 
حضارتهم الزاهرة، وكانت تلك الإسهامات على نحو 
غير مسبوق شمولاً وتمي زًا وتصحيحًا للمسار؛ حتى 
ليُخيَّل للمطَّلع على هذه الإسهامات الخالدة كأن لم 
يكن طبٌّ قبل حضارة المسلمين!!
عباقرة علماء المسلمين في الطب 
ابن سينا 
استطاع ابن سينا أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، وما يسره الله 
له من فتوحات طبيبة جليلة؛ فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت 
منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو 
بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، 
وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، 
ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب 
اليوناني القديم. 
كما كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر 
أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو، وقال: إن الماء يحتوي على 
حيوانات صغيرة جدا لا ترُى بالعين المجردة، وهي التي تسبب بعض الأمراض، وهو ما 
أكده فان ليوتهوك في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخرون من بعده، بعد اختراع المجهر. 
وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات 
العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها 
تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية 
عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة 
مرضاه.
يأتي الرازيفي المرتبة الثانية بعد ابن سينا في الطب، وهو يعد مبتكر خيوط الجراحة 
المعروفة بالقصاب، 
أول من صنع مراهم الزئبق 
وقدم شرحا مفصلا لأمراض الأطفال والنساء والولادة والأمراض التناسلية وجراحة العيون 
وأمراضها. 
كان من رواد البحث التجريبي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على 
الحيوانات كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان. 
عني بتاريخ المريض وتسجيل تطورات المرض؛ حتى يتمكن من ملاحظة الحالة، وتقديم 
العلاج الصحيح له. 
كان من دعاة العلاج بالدواء المفرد )طب الأعشاب والغذاء(، وعدم اللجوء إلى الدواء المركب 
إلا في الضرورة، وفي ذلك يقول: "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب". 
كان يستفيد من دلالات تحليل الدم والبول والنبض لتشخيص المرض.
ابن النفيس اكتشاف للدورة الدموية 
لقد تتبع ابن النفيس مسار الدم في العروق ولاحظ سريانه في الجسد لذلك فإنه قد 
استطاع – ولأول مرة في التاريخ – وصف الدورة الدموية فكان بذلك هو 
المكتشف الأول لها قبل سيرفيتوس الإسباني وهارفي الانكليزي، ولقد أثبت ابن 
النفيس أن الدم ينقى في الرئتين، فقد اهتدى إلى أن تجاه الدم ثابت وأنه يمر من 
التجويف القلبي الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق 
الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – إلى التجويف الأيسر، فالدم يأتي غليظ ا من 
الكبد إلى التجويف الأيمن حيث يلطف ثم يمر من الشريان الوريدي إلى الرئة 
حيث ينقسم إلى قسمين: قسم رقيق يصفى في مسام الشريان الرئوي. وقسم غليظ 
يتبقى في الرئة عن طريق القصبة الهوائية ويدخل الشريان الوريدي – الوريد 
الرئوي – عبر جدارها النحيف ثم يصل الدم الرقيق المخلوط بالهواء إلى 
التجويف الأيسر حيث تتكون الروح التي ترج منه إلى الأوردة فالشرايين 
فالأنسجة، وأما غذاء القلب فيكون عن طريق أوعية خاصة تمر في صميم 
عضلة القلب.
إسهامات علماء المسلمين في الفلك 
كانت لدى المسلمين بواعث عملية ودينية للاهتمام 
بعلم الفلك؛ فاتساع الأرض الإسلامية، وصحراوية 
كثير منها، يحتاج لمعرفة النجوم والسير على هداها. 
كما أن تعيين أوقات الصلاة في كل بلد يستلزم معرفة 
الموقع الجغرافي طولاً وعرضًا، وموقع الشمس في 
فلكها، ويقتضي تحديد القبلة معرفة موقع البلاد، 
وكذلك يوجب تحديد صيام رمضان ونهايته معرفة 
طرق رؤية الهلال، في ظل الظروف التي قد لا تكفي 
العين المجردة للقيام بالأمر.
أبو جعفر الخازن 
هو أبو جعفر محمد بن الحسين الخازن الخراساني، عالم رياضي فلكي من أبناء القرن 
الرابع الهجري. 
وضع أبو جعفر الخازن نظرية في شكل الكون وتركيبه، و ذكر بأن الأشياء تتجه للأسفل 
عند السقوط قبل نيوتن, كما وضع أبو جعفر الخازن تفسيرا لحركة الكواكب في تقدمها 
وتباعدها، وتفسيرا عن اختلاف مطالع القسي )جمع قوس( المتساوية في كتابه: المدخل 
الكبير إلى علم النجوم، وقد ناقش كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في 
تكوين النجوم، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة، وناقشها 
أيضا في كتابه الآخر: سر العالمين، ووضع طرائق لتعيين أول محرم وأول السنة 
الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. وقد بين أبو جعفر الخازن في هذا الكتاب 
رأيه في شكل العالم وهو يختلف عنده عن الشكل الذي يقوم على الفلك الخارج المركز، 
وفلك التدوير وتتساوى فيه أبعاد الأرض عن الشمس مع اختلاف الحركة فتصير ناحيتي 
الشمال والجنوب متكافئتين في الحر والبرد، ودرس التسيير وآلته. 
وضع أبو جعفر الخازن شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية، ومن أهمها آلة قياس ارتفاع 
الشمس. وابتكر حلقة محيطها 13 قدما وثمانية أذرع، وهذه الحلقة أصغر من الحلقة التي 
استخدمها السابقون عليه. وحقق بواسطة هذه الحلقة انحراف دائرة البروج وكان ذلك 
بمساعدة طائفة من العلماء، وقد تحدث عنها في كتابه: الآلات العجيبة الرصدية.
أبو الريحان البيروني ) 440 هـ/ 1048 م(: 
محمد بن أحمد، أبو الريحان، البَيْرُوني الخوارزمي، كان مشتغلا بالعلوم 
الحكمية، فاضلا في علم الهيئة والنجوم، وكان يتلمس الحقيقة، بعيد ا عن 
التعصب المضلل أو الوهم، اتَّخذ لنفسه منه جا يقوم على الملاحظة الدقيقة 
والتجرِبة. 
وكان منهج البيروني في تصنيفه أن يتحقَّق بنفسه إذا ما استشكل عليه أمرٌ من 
الأمور، أو إن وجد تضارب ا بين نتائج العلماء الآخرين؛ وذلك إما بإعادة 
الأرصاد، أو أن يقوم بالحسابات بنفسه مرة أو مرات، ومن أهم بحوث 
البيروني الفلكية، ما كتبه عن حركة أوج الشمس، وهو أبعدُ المواقع السنوية 
بين الشمس والأرض؛ فقد كان الرأي السائد في الأوساط الفلكية رأي 
بطليموس الذي يفيد أن موقع أوج الشمس ثابتٌ في الفضاء، أما البيروني فقد 
حلل أقوال بطليموس وأرصاد من جاء بعده، ثم قام بأرصاده الخاصة مستخد ما 
وسائل رياضية عالية، مما جعله يثبت قطع ا أن الأوج متحرك: "وقد اتضح من 
جميع ما تقدم، أن أوج الشمس متحرِّكٌ، وأن الأمر فيه بخلاف ما ظهَرَ 
لبطليموس".
إسهامات علماء المسلمين في الفيزياء 
تدرج هذا العلم الذي تربع على عرش 
العلوم الطبيعية الأخرى خلال التاريخ 
على أيدي علماء حكماء لم يعرفوا الكلل 
أو الملل، فأعطوا هذا العلم صورته 
الجميلة الحالية.
الكندي 
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق كان يلقب بفيلسوف العرب فقد خلف وراءه من 
المصنفات تبلغ مائتان وأربعون مصنفاْ بين كتاب ورسالة ومقالة وهو أول من 
وصف مبادئ ما يعرف الآن بالنظرية النسبية، ففي حين أعتبر علماء الميكانيك 
التقليديين )غاليليو ونيوتن( الوقت والفراغ والحركة والأجسام قيما مطلقة، قال 
الكندي إن تلك القيم نسبية لبعضها البعض كما هي نسبية لمشاهدها. 
وقدم الكندي في علم الفيزياء الكثير في البصريات الهندسية والفيزيولوجية، 
وألف فيها كتابا كان له تأثير فيما بعد على روجر باكون. 
اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين العين 
والجسم، يملأه الضوء، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشيء للعين. من ناحية 
أخرى، اعتقد إقليدس أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة في خطوط مستقيمة 
من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من 
النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو 
قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا للدائرة من 
الجانب، فستبدو كخط. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من 
ناحية أخرى، كانت نظرية تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك 
المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول الظلال والانعكاسات في المرايا، لأنه اعتمد 
على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية 
إقليدس،وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، 
وهي التي تملأ العالم كله".
الجزري "ابو الانسان الالي” 
كان أبو العز بن اسماعيل الرزار الملقب بالجزري المتوفى عام 1206 م من أكثر 
العلماء العرب الذين اهتموا ببرمجة الآلة وقد ألف كتبا أهمها )الجامع بين العلم 
والعمل(، وقد اعترف كثير من علماء الغرب ومنهم )لين وايت( ان كثيرا من تصاميم 
الآلات التي ابتكرها )الجزري( نقلت الى أوروبا وأن التروس القطعية ظهرت لأول 
مرة في مؤلفات الجزري، وليس غريبا ان يطلق على الجزري )أبو الانسان الآلي( . 
أما مضخة المكبس ذات الأسطوانات التي تعمل على تحويل الطاقة الى قوة 
ميكانيكية وكانت من اختراع العالم ابن الرزاز الجزري حتى أورد لها وصفا كاملاً 
في كتابه المعروف "الحيل الجامعة بين العلم والعمل " حيث ترجم الى معظم اللغات 
الأوروبية ، ويقرّ المؤرخون أن الجزري هو صاحب براءة الاختراع في تصميم 
المضخَّات الهيدرولية قبل ثلاثة قرون من ظهور التصميم الأولي نفسه في الغرب 
إضافة الى ذلك طوَّر الجزري ساعات غريبة إنما تؤدي عملها ومنها " ساعة الفيل 
" إن آلية التوقيت فيها عبارة عن وعاء مثقوب موجود في خزان ماء داخل جوف 
الفيل يمتلئ هذا الوعاء في 30 دقيقة فيغوص في الماء مُطلقا سلسلة من الأفعال 
التي تتم بواسطة حبال وكرات تنزل من " القصر " على ظهر الفيل وعند انتهاء هذه 
الدورة بكاملها التي تستغرق نصف ساعة يطفو الوعاء تلقائيا فتبدأ العملية من جديد 
وهذا الجهاز بالإضافة الى أجهزة آلية كثيرة منسوبة الى الجزري أكسبته لقب " أبو 
الإنسان الآلي .
إسهامات علماء المسلمين في الرياضيات 
إن إسهامات المسلمين في علم 
الرياضيات قامت على نظريات واضحة 
وخطط محددة، فمنهج كتابة الأرقام من 
اليمين إلى اليسار يعكس منشأه العربي 
بلا جدال. ومن أهم وأخطر ما أدخله 
العرب إلى علم الرياضيات هو الرقم صفر 
على يد العالم العربي محمد بن أحمد عام 
967 م، والصفر لم يعرفه الغرب إلا في 
القرن الثالث عشر الميلادي.
الخوارزمي 
هو محمد بن موسى الخوارزمي، أصله من خوارزم ، ويعتبر الخوارزمي مؤسس علم 
الجبر. 
الخوارزمي أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب 
منطقي علمي، حيث يعد الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب، وأحد مشاهير العلم في العالم، 
إذ تعدد جوانب نبوغه، فبالإضافة إلى أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في 
علم الفلك وغدا )زيجه( مرجعا لأرباب هذا العلم. 
واطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود 
الذين أخذ عنهم هذه الأرقام، وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه 
رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمنا ليس باليسير. 
وابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، )مما أعطاه لقب أبي 
علم الحاسوب عند البعض(، وصحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي بطليموس في 
الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة، كما أنه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لإنجاز 
أول خريطة للعالم، عندما أصبحت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها إلى اللاتينية، 
كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر أوروبا بهذا العلم 
وأصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس 
عشر، كتب الخوارزمي أيضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.
ابن البناء المراكشي 
العالم المسلم أبو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف بابن البناء 
1256 م( - 654 هـ/ 1321 - المراكشي ) 721 
اكسبه اشتغاله بالرياضيات شهرة عظيمة بين معاصريه, فنال الحظوة في بلاط 
دولة بني مرين في فاس فكان يستدعونه لإلقاء دروس الحساب والهندسة 
والجبر. 
كما اشتهر بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام 
الأندلسية المعروفة بالعربية, كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب 
والموسيقي. 
من إسهامات ابن البناء في الحساب أنه أوضح النظريات الصعبة والقواعد 
المستعصية، وقام ببحوث مستفيضة عن الكسور، ووضع قواعد لجمع 
مربعات الأعداد ومكعباتها، وقاعدة الخطأين لحل معادلات الدرجة الأولى، 
والأعمال الحسابية، وأدخل بعض التعديل على الطريقة المعروفة "بطريقة 
الخطأ الواحد" ووضع ذلك على شكل قانون. 
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ابن البناء قد تفوق على من سبقه من 
علماء الإسلام في الشرق في علوم الرياضيات وخاصة في حساب الكسور.
شخصيات إسلامية

More Related Content

شخصيات إسلامية

  • 2. إسهامات علماء المسلمين في الطب يُعد علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي كان لعلماء المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار عصور حضارتهم الزاهرة، وكانت تلك الإسهامات على نحو غير مسبوق شمولاً وتمي زًا وتصحيحًا للمسار؛ حتى ليُخيَّل للمطَّلع على هذه الإسهامات الخالدة كأن لم يكن طبٌّ قبل حضارة المسلمين!!
  • 3. عباقرة علماء المسلمين في الطب ابن سينا استطاع ابن سينا أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، وما يسره الله له من فتوحات طبيبة جليلة؛ فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب اليوناني القديم. كما كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو، وقال: إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدا لا ترُى بالعين المجردة، وهي التي تسبب بعض الأمراض، وهو ما أكده فان ليوتهوك في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخرون من بعده، بعد اختراع المجهر. وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه.
  • 4. يأتي الرازيفي المرتبة الثانية بعد ابن سينا في الطب، وهو يعد مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب، أول من صنع مراهم الزئبق وقدم شرحا مفصلا لأمراض الأطفال والنساء والولادة والأمراض التناسلية وجراحة العيون وأمراضها. كان من رواد البحث التجريبي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان. عني بتاريخ المريض وتسجيل تطورات المرض؛ حتى يتمكن من ملاحظة الحالة، وتقديم العلاج الصحيح له. كان من دعاة العلاج بالدواء المفرد )طب الأعشاب والغذاء(، وعدم اللجوء إلى الدواء المركب إلا في الضرورة، وفي ذلك يقول: "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب". كان يستفيد من دلالات تحليل الدم والبول والنبض لتشخيص المرض.
  • 5. ابن النفيس اكتشاف للدورة الدموية لقد تتبع ابن النفيس مسار الدم في العروق ولاحظ سريانه في الجسد لذلك فإنه قد استطاع – ولأول مرة في التاريخ – وصف الدورة الدموية فكان بذلك هو المكتشف الأول لها قبل سيرفيتوس الإسباني وهارفي الانكليزي، ولقد أثبت ابن النفيس أن الدم ينقى في الرئتين، فقد اهتدى إلى أن تجاه الدم ثابت وأنه يمر من التجويف القلبي الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – إلى التجويف الأيسر، فالدم يأتي غليظ ا من الكبد إلى التجويف الأيمن حيث يلطف ثم يمر من الشريان الوريدي إلى الرئة حيث ينقسم إلى قسمين: قسم رقيق يصفى في مسام الشريان الرئوي. وقسم غليظ يتبقى في الرئة عن طريق القصبة الهوائية ويدخل الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – عبر جدارها النحيف ثم يصل الدم الرقيق المخلوط بالهواء إلى التجويف الأيسر حيث تتكون الروح التي ترج منه إلى الأوردة فالشرايين فالأنسجة، وأما غذاء القلب فيكون عن طريق أوعية خاصة تمر في صميم عضلة القلب.
  • 6. إسهامات علماء المسلمين في الفلك كانت لدى المسلمين بواعث عملية ودينية للاهتمام بعلم الفلك؛ فاتساع الأرض الإسلامية، وصحراوية كثير منها، يحتاج لمعرفة النجوم والسير على هداها. كما أن تعيين أوقات الصلاة في كل بلد يستلزم معرفة الموقع الجغرافي طولاً وعرضًا، وموقع الشمس في فلكها، ويقتضي تحديد القبلة معرفة موقع البلاد، وكذلك يوجب تحديد صيام رمضان ونهايته معرفة طرق رؤية الهلال، في ظل الظروف التي قد لا تكفي العين المجردة للقيام بالأمر.
  • 7. أبو جعفر الخازن هو أبو جعفر محمد بن الحسين الخازن الخراساني، عالم رياضي فلكي من أبناء القرن الرابع الهجري. وضع أبو جعفر الخازن نظرية في شكل الكون وتركيبه، و ذكر بأن الأشياء تتجه للأسفل عند السقوط قبل نيوتن, كما وضع أبو جعفر الخازن تفسيرا لحركة الكواكب في تقدمها وتباعدها، وتفسيرا عن اختلاف مطالع القسي )جمع قوس( المتساوية في كتابه: المدخل الكبير إلى علم النجوم، وقد ناقش كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في تكوين النجوم، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة، وناقشها أيضا في كتابه الآخر: سر العالمين، ووضع طرائق لتعيين أول محرم وأول السنة الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. وقد بين أبو جعفر الخازن في هذا الكتاب رأيه في شكل العالم وهو يختلف عنده عن الشكل الذي يقوم على الفلك الخارج المركز، وفلك التدوير وتتساوى فيه أبعاد الأرض عن الشمس مع اختلاف الحركة فتصير ناحيتي الشمال والجنوب متكافئتين في الحر والبرد، ودرس التسيير وآلته. وضع أبو جعفر الخازن شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية، ومن أهمها آلة قياس ارتفاع الشمس. وابتكر حلقة محيطها 13 قدما وثمانية أذرع، وهذه الحلقة أصغر من الحلقة التي استخدمها السابقون عليه. وحقق بواسطة هذه الحلقة انحراف دائرة البروج وكان ذلك بمساعدة طائفة من العلماء، وقد تحدث عنها في كتابه: الآلات العجيبة الرصدية.
  • 8. أبو الريحان البيروني ) 440 هـ/ 1048 م(: محمد بن أحمد، أبو الريحان، البَيْرُوني الخوارزمي، كان مشتغلا بالعلوم الحكمية، فاضلا في علم الهيئة والنجوم، وكان يتلمس الحقيقة، بعيد ا عن التعصب المضلل أو الوهم، اتَّخذ لنفسه منه جا يقوم على الملاحظة الدقيقة والتجرِبة. وكان منهج البيروني في تصنيفه أن يتحقَّق بنفسه إذا ما استشكل عليه أمرٌ من الأمور، أو إن وجد تضارب ا بين نتائج العلماء الآخرين؛ وذلك إما بإعادة الأرصاد، أو أن يقوم بالحسابات بنفسه مرة أو مرات، ومن أهم بحوث البيروني الفلكية، ما كتبه عن حركة أوج الشمس، وهو أبعدُ المواقع السنوية بين الشمس والأرض؛ فقد كان الرأي السائد في الأوساط الفلكية رأي بطليموس الذي يفيد أن موقع أوج الشمس ثابتٌ في الفضاء، أما البيروني فقد حلل أقوال بطليموس وأرصاد من جاء بعده، ثم قام بأرصاده الخاصة مستخد ما وسائل رياضية عالية، مما جعله يثبت قطع ا أن الأوج متحرك: "وقد اتضح من جميع ما تقدم، أن أوج الشمس متحرِّكٌ، وأن الأمر فيه بخلاف ما ظهَرَ لبطليموس".
  • 9. إسهامات علماء المسلمين في الفيزياء تدرج هذا العلم الذي تربع على عرش العلوم الطبيعية الأخرى خلال التاريخ على أيدي علماء حكماء لم يعرفوا الكلل أو الملل، فأعطوا هذا العلم صورته الجميلة الحالية.
  • 10. الكندي أبو يوسف يعقوب بن إسحاق كان يلقب بفيلسوف العرب فقد خلف وراءه من المصنفات تبلغ مائتان وأربعون مصنفاْ بين كتاب ورسالة ومقالة وهو أول من وصف مبادئ ما يعرف الآن بالنظرية النسبية، ففي حين أعتبر علماء الميكانيك التقليديين )غاليليو ونيوتن( الوقت والفراغ والحركة والأجسام قيما مطلقة، قال الكندي إن تلك القيم نسبية لبعضها البعض كما هي نسبية لمشاهدها. وقدم الكندي في علم الفيزياء الكثير في البصريات الهندسية والفيزيولوجية، وألف فيها كتابا كان له تأثير فيما بعد على روجر باكون. اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين العين والجسم، يملأه الضوء، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشيء للعين. من ناحية أخرى، اعتقد إقليدس أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا للدائرة من الجانب، فستبدو كخط. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول الظلال والانعكاسات في المرايا، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله".
  • 11. الجزري "ابو الانسان الالي” كان أبو العز بن اسماعيل الرزار الملقب بالجزري المتوفى عام 1206 م من أكثر العلماء العرب الذين اهتموا ببرمجة الآلة وقد ألف كتبا أهمها )الجامع بين العلم والعمل(، وقد اعترف كثير من علماء الغرب ومنهم )لين وايت( ان كثيرا من تصاميم الآلات التي ابتكرها )الجزري( نقلت الى أوروبا وأن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري، وليس غريبا ان يطلق على الجزري )أبو الانسان الآلي( . أما مضخة المكبس ذات الأسطوانات التي تعمل على تحويل الطاقة الى قوة ميكانيكية وكانت من اختراع العالم ابن الرزاز الجزري حتى أورد لها وصفا كاملاً في كتابه المعروف "الحيل الجامعة بين العلم والعمل " حيث ترجم الى معظم اللغات الأوروبية ، ويقرّ المؤرخون أن الجزري هو صاحب براءة الاختراع في تصميم المضخَّات الهيدرولية قبل ثلاثة قرون من ظهور التصميم الأولي نفسه في الغرب إضافة الى ذلك طوَّر الجزري ساعات غريبة إنما تؤدي عملها ومنها " ساعة الفيل " إن آلية التوقيت فيها عبارة عن وعاء مثقوب موجود في خزان ماء داخل جوف الفيل يمتلئ هذا الوعاء في 30 دقيقة فيغوص في الماء مُطلقا سلسلة من الأفعال التي تتم بواسطة حبال وكرات تنزل من " القصر " على ظهر الفيل وعند انتهاء هذه الدورة بكاملها التي تستغرق نصف ساعة يطفو الوعاء تلقائيا فتبدأ العملية من جديد وهذا الجهاز بالإضافة الى أجهزة آلية كثيرة منسوبة الى الجزري أكسبته لقب " أبو الإنسان الآلي .
  • 12. إسهامات علماء المسلمين في الرياضيات إن إسهامات المسلمين في علم الرياضيات قامت على نظريات واضحة وخطط محددة، فمنهج كتابة الأرقام من اليمين إلى اليسار يعكس منشأه العربي بلا جدال. ومن أهم وأخطر ما أدخله العرب إلى علم الرياضيات هو الرقم صفر على يد العالم العربي محمد بن أحمد عام 967 م، والصفر لم يعرفه الغرب إلا في القرن الثالث عشر الميلادي.
  • 13. الخوارزمي هو محمد بن موسى الخوارزمي، أصله من خوارزم ، ويعتبر الخوارزمي مؤسس علم الجبر. الخوارزمي أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي، حيث يعد الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب، وأحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه، فبالإضافة إلى أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا )زيجه( مرجعا لأرباب هذا العلم. واطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام، وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمنا ليس باليسير. وابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، )مما أعطاه لقب أبي علم الحاسوب عند البعض(، وصحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي بطليموس في الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة، كما أنه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لإنجاز أول خريطة للعالم، عندما أصبحت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها إلى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر أوروبا بهذا العلم وأصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي أيضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.
  • 14. ابن البناء المراكشي العالم المسلم أبو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف بابن البناء 1256 م( - 654 هـ/ 1321 - المراكشي ) 721 اكسبه اشتغاله بالرياضيات شهرة عظيمة بين معاصريه, فنال الحظوة في بلاط دولة بني مرين في فاس فكان يستدعونه لإلقاء دروس الحساب والهندسة والجبر. كما اشتهر بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام الأندلسية المعروفة بالعربية, كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب والموسيقي. من إسهامات ابن البناء في الحساب أنه أوضح النظريات الصعبة والقواعد المستعصية، وقام ببحوث مستفيضة عن الكسور، ووضع قواعد لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها، وقاعدة الخطأين لحل معادلات الدرجة الأولى، والأعمال الحسابية، وأدخل بعض التعديل على الطريقة المعروفة "بطريقة الخطأ الواحد" ووضع ذلك على شكل قانون. وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ابن البناء قد تفوق على من سبقه من علماء الإسلام في الشرق في علوم الرياضيات وخاصة في حساب الكسور.