ݺߣ

ݺߣShare a Scribd company logo
‫القراء كيبية ملؤلف: " قراءة ثانية لشعرنا القدمي" د. مصطفى ناصف‬
‫الرت‬
‫يتبني مما سبق أن الدكتور مصطفى ناصف من خالل تعاطيو مع املنهج األسطوري‬
‫يف حتليليو جململ الرمز األنطربولبوجية، والشعائر الدينية يف اللشعور اجلمعي من خالل‬
‫القصائد العربية اليت شكلت قمة ما وصلنا من الرتاث الشعري العريب اجلاىلي، أن يعطينا‬
‫صورة جديدة عن احلياة اجلاىلية، كيف استطاع الشاعر رغم كل العوائق الذاتية واجلماعية‬
‫و‬
‫أن يرصد لناالواقع بكل أتراحو وأفراحو، كيف.‬
‫لكن البد من إلشارة من كون ىذه القراءة الثانية رغم متيزىا بالرصانة العلمية و قوة‬
‫األسلوب ، من خالل تطبيق مناىج غربية حديثة على املوروثات الثقافية العربية، إال أن‬
‫القارئ من خالل طول فصول املؤلف، واإليغا ل يف بعض الرؤى الفلسفيةوال كون إىل‬
‫ر‬
‫االستطراد واإلطناب واإلسهاب والتكرار؛ جتعل القارئ حيسس بنوع من امللل والضجر، مما‬
‫جيعلو يضع أمامو - جمددا- تلك العراقيل واحلواجز النفسية والعقلية اليت حاول كسرىا يف‬
‫بداية القراءة اليت حفز عليها الناقد يف مقدمتو واليت جعلت من النقاد يصفون الشعر- فيما‬
‫سبق- بنوع من اجلمود والتعايل.يقول الدكتور مجيل محداوي يف ىذا الساق:" ...لقد جعل‬
‫الكثير من فصول الكتاب طويلة مملة جافة بأسلوبها التقريري المباشر الذي يخاطب العقل أكثر من‬
‫مخاطبة القلب والوجدان. و لقد استعمل الكاتب اللغة االنطباعية القائمة على التفسير والتأويل بدال من‬
‫االعتماد على التوثيق والبحث كيولوجي في التنقيب ونبش الذاكرة اإلنسانية ؛ مما جعل دراستو ذاتية‬
‫األر‬
‫ذات أحكام إسقاطية شخصية تحتاج إلى حجج تاريخية واجتماعية ، كما أن مقاالتو األسطورية تخلو من‬
‫العلمية الحقيقية الموضوعية.‬
‫ىذا، و قد زاوج الناقد بين األسلوبين االستقرائي واالستنباطي في االستدالل على صحة‬
‫الفرضيات وتبنى فلسفة الشك الديكارتي للوصول إلى اليقين. وقد شغل الناقد أيضا بعض المصطلحات‬
‫العلمية التي تنتمي إلى السيكولوجيا واألنتروبولوجيا وحقل األسطورة. وبالتالي، يتقاطع في الكتاب النص‬
‫اإلبداعي واللغة الواصفة العلمية القائمة على الشروح( األصمعي واألنباري وابن الكلبي في كتاب األصنام‬
‫والزوزني والتبريزي...)، والتأويل األسطوري الذي يبحث عن المتعاليات االجتماعية المنمطة رمزيا. وتتنوع‬
‫الشروح عند مصطفى ناصف إلى شروح لغوية وشروح فلسفية وشروح نفسية وشروح أسطورية وشروح دينية‬
‫وشروح بالغية. كما تتسم اللغة الوصفية عند الدارس بالخاصية التطبيقية حيث يورد النص الشعري لشاعر‬
‫جاىلي ثم يبدأ في شرح النص وتأويل رموزه من خالل زاوية أسطورية قائمة على التأويل واستقراء ذاكرة‬

‫المجتمع والتاريخ"1.‬

‫1- د. جميل حمداوي: دراسات أدبية ونقدية،ط:1 ، 7002 ،ص: 88-98 ، بتصزف.( كان بحق المزجع في هذا التحليل والدراسة لفصول المؤلف).‬

More Related Content

2 القراء التركيبية لمؤلف: " قراءة ثانية لشعرنا القديم" د. مصطفى ناصف

  • 1. ‫القراء كيبية ملؤلف: " قراءة ثانية لشعرنا القدمي" د. مصطفى ناصف‬ ‫الرت‬ ‫يتبني مما سبق أن الدكتور مصطفى ناصف من خالل تعاطيو مع املنهج األسطوري‬ ‫يف حتليليو جململ الرمز األنطربولبوجية، والشعائر الدينية يف اللشعور اجلمعي من خالل‬ ‫القصائد العربية اليت شكلت قمة ما وصلنا من الرتاث الشعري العريب اجلاىلي، أن يعطينا‬ ‫صورة جديدة عن احلياة اجلاىلية، كيف استطاع الشاعر رغم كل العوائق الذاتية واجلماعية‬ ‫و‬ ‫أن يرصد لناالواقع بكل أتراحو وأفراحو، كيف.‬ ‫لكن البد من إلشارة من كون ىذه القراءة الثانية رغم متيزىا بالرصانة العلمية و قوة‬ ‫األسلوب ، من خالل تطبيق مناىج غربية حديثة على املوروثات الثقافية العربية، إال أن‬ ‫القارئ من خالل طول فصول املؤلف، واإليغا ل يف بعض الرؤى الفلسفيةوال كون إىل‬ ‫ر‬ ‫االستطراد واإلطناب واإلسهاب والتكرار؛ جتعل القارئ حيسس بنوع من امللل والضجر، مما‬ ‫جيعلو يضع أمامو - جمددا- تلك العراقيل واحلواجز النفسية والعقلية اليت حاول كسرىا يف‬ ‫بداية القراءة اليت حفز عليها الناقد يف مقدمتو واليت جعلت من النقاد يصفون الشعر- فيما‬ ‫سبق- بنوع من اجلمود والتعايل.يقول الدكتور مجيل محداوي يف ىذا الساق:" ...لقد جعل‬ ‫الكثير من فصول الكتاب طويلة مملة جافة بأسلوبها التقريري المباشر الذي يخاطب العقل أكثر من‬ ‫مخاطبة القلب والوجدان. و لقد استعمل الكاتب اللغة االنطباعية القائمة على التفسير والتأويل بدال من‬ ‫االعتماد على التوثيق والبحث كيولوجي في التنقيب ونبش الذاكرة اإلنسانية ؛ مما جعل دراستو ذاتية‬ ‫األر‬ ‫ذات أحكام إسقاطية شخصية تحتاج إلى حجج تاريخية واجتماعية ، كما أن مقاالتو األسطورية تخلو من‬ ‫العلمية الحقيقية الموضوعية.‬ ‫ىذا، و قد زاوج الناقد بين األسلوبين االستقرائي واالستنباطي في االستدالل على صحة‬ ‫الفرضيات وتبنى فلسفة الشك الديكارتي للوصول إلى اليقين. وقد شغل الناقد أيضا بعض المصطلحات‬ ‫العلمية التي تنتمي إلى السيكولوجيا واألنتروبولوجيا وحقل األسطورة. وبالتالي، يتقاطع في الكتاب النص‬ ‫اإلبداعي واللغة الواصفة العلمية القائمة على الشروح( األصمعي واألنباري وابن الكلبي في كتاب األصنام‬ ‫والزوزني والتبريزي...)، والتأويل األسطوري الذي يبحث عن المتعاليات االجتماعية المنمطة رمزيا. وتتنوع‬ ‫الشروح عند مصطفى ناصف إلى شروح لغوية وشروح فلسفية وشروح نفسية وشروح أسطورية وشروح دينية‬
  • 2. ‫وشروح بالغية. كما تتسم اللغة الوصفية عند الدارس بالخاصية التطبيقية حيث يورد النص الشعري لشاعر‬ ‫جاىلي ثم يبدأ في شرح النص وتأويل رموزه من خالل زاوية أسطورية قائمة على التأويل واستقراء ذاكرة‬ ‫المجتمع والتاريخ"1.‬ ‫1- د. جميل حمداوي: دراسات أدبية ونقدية،ط:1 ، 7002 ،ص: 88-98 ، بتصزف.( كان بحق المزجع في هذا التحليل والدراسة لفصول المؤلف).‬