2. بسم الرحمن الرحيم
ال يهم على ماذا نشأت!
ُ
وأي بذرة تلك التي زرعت في داخلك منذ طفولتك األولى ..
إذا لم تعرف هذا الفضل ”
فليس الكم القرائي الذي أنجزته بذي أهمية ..
ألتمس منك اآلن, أن تسمح لي أن أدلك لهذه التجربة,
أن تستسلم بروحك وكلّك وكيانك إلجرائها بكامل تفاصيلها ..
ثم سنلتقي بعدها, يوم قطف الثمار, يوم استالمها باليمين بإذن ربي.
هل تعرف هللا ؟
هل تعرف عظمة من تعبد !
بالطبع تفعل ..
لكن هل تفعل ذلك بالطريقة الروحية, هل تعرف كيف يشعر ذلك الذي تغلغل اإليمان في قلبه فال يملؤه سواه ..؟
هل تعرف كيف يهتز قلب ذلك اإلنسان عندما يرى صورة مصحف .. أو يسمع آية تتللى ؟
إذا كنت ال تعرف .. أو كنت تعرف ..
فهنا الدليل ألن تزداد إيمانا, الدليل لمعايشة هذا التجلي بتفاصيله المذهلة ...
3. الدليل ألن تطمئن عند المصيبة كما تطمئن عند الفرح,
الدليل ألن تتمكن من النوم بسكينة, واإلبتسامة بيقين, ومن إيقاظ الجوانب الروحية في داخلك ..
وهللا ..
ال تثمر شجرة ثمرا حلوا ناضجا يانعا كما تثمر شجرة قارئ القرآن, وحافظ القرآن ..
أنا ال أستطيع إيجاد الكلمات, أكتب حروفي اآلن وأنا أبكي ..
أرغب بشدة أن أجد مشاعري, وأتمكن من وصفها, وأخبرك بها, أريد أن يعرف الناس كل الناس الراحة التي
ال توصف, والشعور اإليماني المسيطر على شغاف القلب, وتلك الحماية الكاملة والهالة الجبارة من الحفظ
ّ
والصون.
لن أكتب كيف غيرني القرآن, حتما سيفعل ذلك مع كل إنسان, مهما كان إيمانه, ومهما كانت تالوته ..
ّ
بل سأهديك تجربتي المتواضعة التي جاءت كالفرج بعد محاوالت عديدة في مراجعة القرآن استنفدت خاللها كل
ما أعرفه ..
لديك شجرة حياتك أمانة من هللا, وسقياها القرآن, فانظر إلى السقاء, ما مقدار كفايته ؟.
ّ ُ
عن أبى هريرة رضي هللا عنه: عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال:
( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة, فيقول: يا رب حله, فيلبس تاج الكرامة .
ثم يقول: يا رب زده .. فيلبس حلة الكرامة, ثم يقول: يا رب ارض عنه,
فيقال: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ). "صحيح الجامع"
4. قبل أن تشرع في تصفح الكتاب, ربما تحتاج إلى معرفة
كيف يتمكن من يرغب بالحفظ أو المراجعة من استخدام الخرائط بالصورة الصحيحة:
1- افتح المصحف على السورة التي تريد تالوتها أو مراجعتها أو حفظها ..
2- افتح الخريطة الخاصة بالسورة ..
3- انظر إلى أول تفرع للخريطة .. مثال قد يكون التفرع األول كما في سورة البقرة " أصناف الناس في العبادة "
أوال المؤمنين من 1 إلى 5 ..
4- اقرأ اآليات من 1 إلى 5 وكررها حتى تحفظها ..
5- وهكذا في بقية السورة, وفي كل السور .. ال تعتمد في الحفظ أو التالوة أو المراجعة على الحزب أو الجزء أو
ّ
عدد األوجه, بل اعتمد على المعنى والتقسيم الذي تجده في الخريطة ..
6- إذا مارست هذه الطريقة ستكون حظيت بحفظ السورة وأنت تدرك ما تتحدث عنه, خاصة في السور التي تكثر
فيها القصص والتفرعات كما في سورة هود مثال ..
ّ
7- تمكنك الخريطة من تنظيم موضوعات السورة في رأسك, ففي سورة البقرة مثال؛ إذا اعتمدت في حفظها على
تفرعات الخريطة سيسهل عليك استرجاعها رغم كثرة موضوعاتها, وستتعرف على أماكن اآليات, وتتمكن من
استئناف القراءة بسهولة لو ابتدأ بها غيرك.
5. ختاما :
ال أشعر بالرضا التام عن الخرائط, لكنها جهد مجتهد, اعتنيت في
الخرائط بتحديد مواضع السجود, ونظمتها حسب فهرس القرآن,
ونفعني في إعدادها التفسير الموضوعي لسور القرآن.
أرجو من هللا أن يمنّ على كل من يتمنى ويرغب حفظ القرآن بإتمام
حفظه وبإجادة تالوته, وأن يجعله من السفرة الكرام البررة, وأن
يرزقكم جميعا حفظ حروفه والعمل بحدوده,
إنه ولي ذلك والقادر عليه, والحمد هلل رب العالمين, وصلى هللا
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
” اللهم آمين ”
6. إهداء ...
ال أُهدي الجهد فهو أقل ّ من أن يهدى, بل أُهدي عظمة المعنى,
ُ
إلى قلب ما فتئ يناصرني ضد الخذالن ..
إليكِ ”