1. بسم هللا الرحمن الرحيم
والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الهادي األمين.
إخواني أخواتي أذكر نفسي وإياكم بما كان يخاف علينا منه رسولنا صلى هللا
عليه وسلم وكان هذا أخوف ما أخافه
) في فتن المال والثراء والنساء والبداوة واألمراء المضلين والعلماء المنافقين(
قد صح عنه عليه الصالة والسالم أنه قال { لكل أمة فتنة , وفتنة أمتي المال }
وقال ابن عبد البر قال صلى هللا عليه وسلم : { إن الدينار والدرهم أهلكا من كان
قبلكم وإنهما مهلكاكم. {
وقال الحسن البصري لكل أمة صنم يعبدونه وصنم هذه األمة الدينار والدرهم.
و في الصحيحين وغيرهما عن عقبة مرفوعا { وهللا ما أخاف عليكم أن تشركوا
بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم{
ورواه أيضا عن أبي سعيد مرفوعا { إن أخوف ما أخاف عليكم أن يخرج هللا لكم
من زهرة الدنيا وزينتها قالوا وما زهرة الدنيا قال بركات األرض فقال رجل أو يأتي
الخير بالشر قال أو خير هو ؟ ثالثا إن الخير ال يأتي إال بالخير وإن مما ينبت الربيع
يقتل حبطا أو يلم إال آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتألت خاصرتاها استقبلت
عين الشمس فثلطت وبالت ثم اجترت فعادت فأكلت , وإن هذا المال خضر حلو
ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم [ ص: 298 ] وابن
السبيل أو كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإن يأخذه بغير حقه كالذي
يأكل وال يشبع ويكون عليهم شهيدا يوم القيامة.{
2. قوله اجترت أي مضغت جرتها بكسر الجيم ما يخرجه البعير من بطنه فيمضغه
ثم يبلعه.
و لمسلم من حديث أبي سعيد { فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني
إسرائيل كانت في النساء.{
وروى أحمد في المسند من رواية ابن عقيل وحديثه حسن عن جابر رضي هللا
عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال : { إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل
قوم لوط } : ورواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب إنما نعرفه من
هذا الوجه , وصح أيضا عنه عليه الصالة والسالم أنه قال :{ ما تركت فتنة أضر
على الرجال من النساء. {
رواه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد.
وعن عمر مرفوعا { ال أخاف على أمتي إال اللبن فإن الشيطان بين الرغوة
والصريح } رواه أحمد الصريح الخالص من اللبن قال بعض العلماء والمراد أن
الشيطان يحبب إليهم اللبن فيخرجون إلى البادية ويتركون الجمعة والجماعة.
وروى البيهقي محتجا به من رواية ابن لهيعة عن أبي قنبل عن عقبة بن عامر
مرفوعا { هالك أمتي في الكتاب واللبن فقيل يا رسول هللا ما الكتاب واللبن قال
يتعلمون القرآن و يتأولونه على غير ما أنزل هللا , ويحبون اللبن ويتركون الجماعات
والجمع ويبدون } احتج به البيهقي في كتاب المدخل لكتاب الشافعي رضي هللا
عنه إن العام على عمومه والظاهر على ظاهره حتى يرد دليل.
واحتج أيضا بحديث ابن مسعود { هلك المتنطعون } رواه مسلم , وروى أحمد
بإسناد صحيح عن محمود بن لبيد وهو مختلف في صحبته أن رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم قال : { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك األصغر قالوا وما الشرك
األصغر قال : الرياء. {
3. وعن أبي ذر{ قلت يا رسول هللا أي شيء أخوف على أمتك من المسيح
الدجال قال : األئمة المضلين } رواه أحمد من رواية ابن لهيعة.
وروى أيضا ثنا عبد الرزاق قال : قال معمر أخبرني أيوب عن أبي قالبة عن أبي
األشعث الصنعاني عن أبي أسماء [ ص: 998 ] الرحبي عن شداد قال : قال
النبي صلى هللا عليه وسلم { إني ال أخاف على أمتي إال األئمة المضلين فإذا
وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة } إسناد جيد , وألحمد
ومسلم والترمذي وصححه مثله من حديث ثوبان.
وألحمد عن يزيد وأبي سعيد عن ديلم بن غزوان ثنا ميمون الكردي حدثني أبو
عثمان النهدي عن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال : { إن أخوف ما
أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان } حديث رواه الدارقطني وقال موقوف
أشبه بالصواب وزاد أحمد في رواية " يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور. "
وعن عمر أيضا قال كنا نتحدث إنما يهلك هذه األمة كل منافق عليم اللسان.
رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من رواية مؤمل بن إسماعيل وهو مختلف
فيه وألحمد وابن ماجه من حديث أبي سعيد { أال أخبركم بما هو أخوف عليكم
عندي من المسيح الدجال ؟ قلنا بلى قال : الشرك الخفي أن يقوم الرجل
فيصلي فيزين صالته لما يرى من نظر رجل } . وعن عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي عن رجل من بني كاهل عن أبي موسى مرفوعا { أيها الناس اتقوا هذا
الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء هللا أن يقول فكيف نتقيه وهو
أخفى من دبيب النمل قال فقولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ,
ونستغفرك لما ال نعلم } رواه أحمد.
اللهم صلي وسلم وبارك عليك ياسيدي يارسول هللا