ݺߣ

ݺߣShare a Scribd company logo
‫د. عماد الدين حسين‬
‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬

‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬

‫طيبة الطيبة ....‬
‫في حضرة في حضرة‬
‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬

‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬

‫طيبة الطيبة ....‬

‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬

‫يف �صبحية الثاين و الع�شرون من رم�ضان املوافق‬
‫الثاين من �سبتمرب للعام 0102 .... و يف ثياب‬
‫بي�ضاء معدودة القطع ب�سيطة غري ثمينة �ضمن‬
‫حقيبة متوا�ضعة تذكرنا برحلتنا الأخرية‬
‫يف دنيانا ... بد�أت خطواتي الأويل يف رحلتي‬
‫نحو طيبة الطيبة ... املدينة املنورة ... لأنعم‬
‫بالقرب من �شفيعنا و قدوتنا و �أ�سوتنا �صلي اهلل‬
‫عليه و �سلم و �صحبة الكرام ... فما �أطيبها من‬
‫�أر�ض و ما �أف�ضلها من �أيام مباركات من الليايل‬
‫الع�شر الأخرية من �شهر الرحمات و الفغران‬
‫ً‬
‫مرجتيا رجاء من ال تو�صد�أبوابه �أن �أحظي‬
‫ً‬
‫بنفحة عفو يف �إحدي الليايل الوترية و مبتهال‬
‫�أن �أكون �ضمن العتقاء يف ليلو القدر .. طموحات‬
‫كثرية وزاد قليل .. هكذا كان �شعوري ... تلم�ست‬
‫دماثة خلق �أهل املدينة ... و�صلت �إيل الفندق‬
‫�أمام احلرم قبل �صالة الع�صر ... جل�ست يف‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ردهته مت�سائال م�ضطربا ... ماذا ع�ساي �أن‬
‫�أقول حني �أ�سلم علي ر�سولنا الكرمي و �صحبه‬
‫الكرام �أبو بكر و عمر ... ر�ضي اهلل عنهم ...‬
‫ما �أق�ساه من �إختبار �أن تكون يف ح�ضرت من‬
‫ميلك ال�شفاعة و �أنت غابت عنك الف�صاحة‬
‫... ما �أ�صعب من موقف حني يبكيك قلبك و‬
‫تخونك الكلمات ... يف ح�ضرة �شفيع الأمة‬
‫ماذا ع�ساي �أيها العبد الفقري الغائب احلا�ضر‬
‫�أن �أقول ... لي�س يل من رجاء �سوي �أن تت�سع‬
‫رحمة خالقي لتتجاوز ميزان عدله ... ما �أقل‬
‫ما �أحمله من ب�ضاعة و ما �أكرث من �أمتناه من‬
‫�أمنيات لأفوز بها من هذا ال�سوق الرم�ضاين‬
‫الروحاين املبارك ... �سوق ممتد طول العام‬
‫وكلن يف رم�ضان الأرباح فيه تت�ضاعف ... ما‬
‫�أحوجنا عن اال�ستثمار يف الوطن احلقيقي :‬
‫الآخره ... مرت �سويعات ... �أخرجت م�صحفي‬
‫ً‬
‫ال�صغري ... قر�أت بع�ض �آيات راجيا �أن يفي�ض‬
‫علي من وا�سع منه و كرمه و مداده ... �أخذتني‬
‫ّ‬
‫قدماي ... ال �أعرف كيف ... وجدت نف�سي يف‬
‫الرو�ضة ال�شريف�ض ... �سبقتني عيوين و هي‬
‫تقر�أ قول ر�سولنا الكرمي " ما بَينَْ بيتي و منْبي‬
‫َ‬
‫َ ْ َ رَ ِ‬
‫َ ْ َ ٌ ِ ْ ِ َ ِ جْ ّ ً‬
‫رو�ضة من ريا�ض النة " .... خ�شع القلب ...‬
‫يارب اجعلني من الفائزين ب�أعلي اجلنان ... و‬
‫يف زمرة حمبي خريي الأنام ... �صليت ركعتني‬
‫... �صليت الظهر ... الكل يف �سباق لي�أخذ مكانه‬
‫لزيارة الر�سول �صلي اهلل عليه و �سلم و �صحبه‬
‫بعد �صالة الع�صر ... رفع ال�صالة ... �شعرت ب�أنه‬
‫املرة الأويل يف حياتي �أ�سمع الآذان ... ما �أنقي‬
‫ال�صوت ... ما �أعذبه ... ما �أخ�شع ال�صدي...‬
‫وك�أنه قر�آن يتلي للمرة الأويل ... �صليت الع�صر‬
‫... دلفت �ضمن �صفوف املحبني ال�سائرين �إيل‬
‫ال�سالم علي �سيد الأنام ولد عدنان �صلوات اهلل‬
‫عليه وت�سليماته ... ال�سالم عليك يا ر�سول اهلل‬
‫... ال�سالم عليك يا خري خلق اهلل ... ن�شهد �أنك‬
‫بلغت الر�سالة و �أديت الأمانة ون�صحت الأمة و‬
‫ك�شفت الغمة فجزاك خري ما جزي نبي عن �أمته‬
‫... ال�سالم عليك يا �أبا بكر ... ال�سالم عليك يا‬
‫خليفة ر�سول اهلل ... ال�سالم عليك �أيها ال�صديق‬
‫ال�صدوق ... ال�سالم عليك يا عمر بن اخلطاب‬
‫... يا فاروق الأمة ... ال�سالم عليك �آل البيت‬
‫... مل �أدري بنف�سي بني ال�صفوف احلا�شدة و‬
‫املنهمرة عن ميناي و ي�سراي و خلفي و �أمامي ...‬
‫غلبتني دموعي و �أنا �أمام لوحة دائرية خ�ضراء‬
‫مكتوب عليها ( هنا ال�سالم علي الر�سول ) ...‬

‫و لوحة �أخري تبعد عنها ب�ضع مرتات ( هنا‬
‫ال�سالم علي �أبو بكر ) و ثالثة جماورة ( هنا‬
‫ال�سالم علي عمر ) ... كم قر�أنا يف ال�سرية‬
‫العطرة و ال�سنة املحمدية ... كم تعلمنا‬
‫من درو�س املدر�سة املحمدية ... كما وقفنا‬
‫منبهرين �أمام ال�صديق ... ن�سد و ع�ضد الر�سول‬
‫الكرمي ... �صدي كلمات �أحد ممثلي حاكم‬
‫الروم عن الفاروق ماثلة و �أنا يف ح�ضرته (‬
‫حكمت , فعدلت , ف�أمنت , فنمت يا عمر ) ...‬
‫�أي بقعه �أطهر يف م�شارق الأر�ض و مغاربها من‬
‫بقعة يجتمع فيها الأمني و ال�صديق و الفاروق‬
‫... �أي نزهة روحية و نف�سية و �إ�ست�شفاء من كل‬
‫ع�ضال و ذهاب لكل هم و غم و كرب ... �أن تكون‬
‫�أمام ثالثة هم عماد التاريخ �أمة �إ�سالمية من‬
‫�أق�صاها �إيل �أق�صاها ... �سالم اهلل عليكم ...‬
‫�سالم اهلل عليكم ... �سالم اهلل عليكم ... �شعرت‬
‫بخجل املق�صر ... و بندم التائب ... �أيعقل �أن‬
‫تكون البقعه الطاهرة و ثالثية الأمانة و‬
‫ال�صدق و العدل جمتمعون و علي م�سافة ال‬
‫تتجاوز ثالث �ساعات طريان من موطنك و عملك‬
‫و يكون �آخر عهدك بهم منذ ع�شر �سنوات ؟؟؟‬
‫و م�صيبتاه ... و جهاله .. هل ر�أيتم غنائم‬
‫ي�ضيعها العبد علي نف�سه �أكرث من هذا ...‬
‫اللهم �إغفر لنا تق�صرينا يف حق �أنف�سنا ... �أي‬
‫حماقة حني يهرب ( املري�ض ) من ( طبيبهُ )‬
‫ً‬
‫ف�أيهما الأخ�سر عمال ؟ �أي علم و �أي م�شاغل‬
‫دنيا و مطامح جتعل املرء ال يحبو حبوا كل عام‬
‫ّ‬
‫نحو زيارة طبيب الأمة و �صديقها و فاروقها و‬
‫ال�صحب الكرام .... من �أين للمرء �أن ي�ستح�ضر‬
‫روائع �سيد ال�شهداء ( حمزة ) ر�ضي اهلل عنه ..‬
‫و �سفر ال�صحابة الأنقياء ممن �شملتهم ( البقيع‬
‫) و ثرى املدينة الطاهره .... �أي بقعة يف العامل‬
‫حتوي هذا العدد من املب�شرين باجلنة ....‬
‫رجال �صدقوا مع �أنف�سهم و �صدقوا مع بارئهم‬
‫... �أكاد �أ�شعر ب�أن عملي مل يكن �سوى ( جهل ) ما‬
‫بعده ( جهل ) ... كيف يل �أن ال �أنعم باحل�ضور‬
‫يف �صحبة ه�ؤالء �شهريا لأروي ظم�أي و �أطفئ‬
‫ً‬
‫�إ�شتياق روحي لآخرة ن�سيناها و �أجلناها طمعا‬
‫يف مطامح مل توردنا �سوى املهالك و الآالم ...‬
‫رحماك ربي مبن جهل مبناقب ال�صحب الكرام ...‬

‫و تتواىل ن�سائم الرحمة و نفحات املغفرة يف‬
‫الع�شر الأواخر ... و يتلى القر�آن يف ال�صلوات‬
‫و ت�ست�شعر ب�أنك ت�سمعه للمرة الأوىل ... و �أنك‬
‫تن�صت �إليه املرة الأويل .... و �أنك للتو بد�أت‬
‫تعي معانيه ... يا اهلل .. كيف هذا ... كم عدد‬
‫املرات التي قر�أت العني .. " يوم نقو لهنم هَ ل‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ جَِ َ ً َ‬
‫امتالت وتقول هَ ل من مزيد" �سورة ق الآية 03‬
‫َْ ْ ََُ ُ ْ ًِ ِ‬
‫.... يا�إلهي هكذا جهنم – �أعاذنا اهلل منّها –‬
‫رغم ما بها تقول نعم هل من مزيد ... و ما هو‬
‫املزيد .... مائة ... الف ... ملون .... بليون‬
‫.... يا�إلهي ماذا لو �أو�صلتنا �أعمالنا ايل �أن نكون‬
‫�ضمن املزيد ... رحماك بي رحماك ... اللهم‬
‫عاملنا برحمتك و عفوك ال بعدلك ف�أنك �أرحم‬
‫الراحمني ... و ينتقل القاريء يف الآيات بني‬
‫تهجد و قيام و ي�صل �إيل الآية الكرمية" ونادي‬
‫ََ َ‬
‫ْ َ ُ جَْ ً ْ َ َ ً‬
‫�أ�صحاب النة �أ�صحاب النار �أن قد وجدنا ما‬
‫َ ْ َ َ َْ َ‬
‫َ َ َ َ ً َ َ ً َ َ ْ َ َ مً َ ً َ َ َ ً ُ ْ َ ً‬
‫وعدَ نا ربنا حقا فهل وجدت ما وعدَ ربكم حقا "‬
‫�سورة الأعراف الآية 44 ... يا �إلهي ... هكذا‬
‫حال الف�سطاطني ... كل مبا عمل خ�صيم ... و‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ف�سطاط اجلنة يجزم جزما قاطعا لف�سطاط‬
‫�أهل النار ... الذين غرتهم الأماين و غرهم‬
‫باهلل الغرور ... يعودوا �إىل �أ�صحاب اجلنة ...‬
‫ع�سي �أن يكون الوعد – و هلل املثل الأعلي –‬
‫يف غري حمله فري�ضون العذاب ... ولكن ت�أتيهم‬
‫َ ُ ْ ََ ْ ً‬
‫االجابة ال�شافية الوافية " قالوا نعم فَ�أذنَ‬
‫ُ ٌ ََُْ ْ ًَُْ‬
‫ً َ‬
‫م�ؤذنٌ بينهم �أن لعنة اهلل ع َلي الظاملني " �سورة‬
‫َ‬
‫الأعراف الآية 44 .... نعم وجدنا ما وعدنا‬
‫ً‬
‫ربنا حقا .... و كيف ال يجدون و هو �سبحانه‬
‫الذي ال يظلم مثقال ذرة ... و كيف ال يجدون‬
‫و �سبحانه يحار املجرمون يف عدله و دقه‬
‫َ ُ ِ َ ْ ِ َ ُ رَ َ‬
‫ْ ِِ َ ُ ْ ِِ َ‬
‫ح�سابه "وو�ضع الكتاب فَتى المُْجرمني م�شفقني‬
‫ّ ِ ِ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ ِ َ ْ ِ َ ِ اَ‬
‫ممَِا فيه ويقولونَ يا وي َلتنا مال هذا الكتاب ل‬
‫يغادر �صَغرية ول كبرية �إِل �أَح�صَاهَ اج ووجدُ وا‬
‫ََ َ‬
‫ُ َ ِ ُ ِ َ ً َ اَ َ ِ َ ً َاّ ْ‬
‫ما عم ُلوا حا�ضرا �صلى ول يظ ِلم ربك �أَحدً ا "‬
‫َ َ ِ‬
‫َ اَ َ ْ ُ َ ُّ َ َ‬
‫َ ِ ً‬
‫�سورة الكهف الآية 94 ... و يتوا�صل املَداد‬
‫الإلهي يف �سورة و �آيات القر�آن و ك�أنك بني‬
‫لوحة فنية كل جزء منها ينب�أك عن حياتك‬
‫... عن جنباتك عن وجودك عن م�ستقبلك‬
‫... ب�ستان وارف بثمار فواحة لها مذاق خا�ص‬
‫ً‬
‫... ت�أخذين الأيات بعيدا عن الأر�ض لأحلق‬
‫يف مدارات �أخري ال �أعرفها وال �أعلمها ... و‬
‫ت�س�ألني عن الزمن ال �أعرف ... ت�س�ألني عن‬
‫املكان ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف متر �ساعتني يف‬
‫التهجد �أو ما يزيد ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف‬
‫كنت يف ح�ضرة �صالة الرتاويح ال �أعرف ...‬

‫ت�س�ألني �أين كنت يجد موط�أ قدم و�سط �أكرث‬
‫من مليون م�صلي ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف‬
‫كان مذاق طعام االفطار يف احلرم علي ب�ضع‬
‫مترات و ماء زمزم و ما يجود به املح�سنون من‬
‫كل �صوب و يطاردوك حتي لتكاد تقول لهم ...‬
‫ً‬
‫ً‬
‫جزاكم اهلل خريا .....جزاكم اهلل خريا ما‬
‫�أعظم �ش�أن هذا الدين حني يخل�ص املخل�صون‬
‫و يقولون ما يفعلون و تتطهر القلوب ....‬
‫�ضدقت ر�سولنا الكرمي ... لو �أنك تتوكلون علي‬
‫اهلل حق توكله لرزقكم كما يرزق الطري تغدو‬
‫ً‬
‫ً‬
‫خما�صا و تعدو بطانا ... من �أطعم ه�ؤالء امللون‬
‫م�صلي يف تلك البقعة الطاهرة ... و �أذهب‬
‫ظم�أهم و جوعهم ... �سبحانك ربي �سبحانك .‬
‫و اجعل �آخر عهدنا بالدنيا ديار �ساكنها خري‬
‫الأنام ... و ي�أخذين مرافقي يف زيارة البقيع‬
‫و جبل �أحد و م�سجد قباء و يف كل مكان يتلي‬
‫علي م�سامعي ق�ص�ص ال�صحابة و خلقهم مع‬
‫قائدهم و قدوتهم ر�سولنا الكرمي .... و‬
‫تنتهي رحلتي بالعودة �إيل املطار لأجد نف�سي‬
‫و للمرة الأويل ... �أمتني �أال ت�أتي الرحلة ...‬
‫�أمتني �أن يتم �إلغا�ؤها لأعود من جديد ... و‬
‫لكن هيهات ... و تظل عيناي تطل من نافذة‬
‫الطائرة علي جبال املدينة ... علي جنباتها‬
‫... �سالم اهلل علي �ساكنها ... اللهم ال حترمنا‬
‫جوار نبيك �أحياء �أو بعد املمات ... اللهم‬
‫�إجعل �آخر عهدنا من دنياك طيبة الطيبة ...‬

‫ً‬
‫و ها هي الأيام مت�ضي ال �أقول �سريعا ولكن‬
‫كلحظة ت�أمل يف �سماء ملكوت الكون .. لينادي‬
‫املنادي عليك �أن تغادر و تعود حيث �أتيت ... و‬
‫ً‬
‫اذهب جمددا بعد �صالة القيام ... و�سط جموع‬
‫املتعط�شني و امللبني و القادمني ... لأختم زيارتي‬
‫بال�سالم علي خري الأنام ... و ل�ست مب�صدق �أنني‬
‫�س�أغادر...اللهمالجتعل�آخرعهدنابالدنياديارنا‬

‫يف رحلة العودة من املدينة املنورة �إيل الريا�ض‬
‫ثم �إيل �أبوظبي‬
‫82 رم�ضان - 60 �سبتمرب 0102‬

‫	 •الرئي�س التنفيذي ملجموعة ( ‪) CMI-CEO‬‬

‫	‬
‫	‬
‫	‬
‫	‬
‫	‬

‫•م�ست�شار رئي�سي ـ التطوير والتميز امل�ؤ�س�سي‬
‫• مقيم رئي�سي معتمد ( ‪) EFQM Master Assessor , Belgium‬‬
‫•مدرب معتمد ( ‪) EFQM Licensed Trainer, Belgium‬‬
‫•مدرب معتمد فى �إدارة املعرفة ( ‪) CKM Instructor KMI, USA‬‬
‫•حمكم جتاري دويل مبركز �أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري ( ‪) Chartered Arbitrator‬‬

More Related Content

في حضرة طيبة الطيبة

  • 1. ‫د. عماد الدين حسين‬ ‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬ ‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬ ‫طيبة الطيبة ....‬ ‫في حضرة في حضرة‬ ‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬ ‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬ ‫طيبة الطيبة ....‬ ‫في حضرة طيبة الطيبة ....‬ ‫يف �صبحية الثاين و الع�شرون من رم�ضان املوافق‬ ‫الثاين من �سبتمرب للعام 0102 .... و يف ثياب‬ ‫بي�ضاء معدودة القطع ب�سيطة غري ثمينة �ضمن‬ ‫حقيبة متوا�ضعة تذكرنا برحلتنا الأخرية‬ ‫يف دنيانا ... بد�أت خطواتي الأويل يف رحلتي‬ ‫نحو طيبة الطيبة ... املدينة املنورة ... لأنعم‬ ‫بالقرب من �شفيعنا و قدوتنا و �أ�سوتنا �صلي اهلل‬ ‫عليه و �سلم و �صحبة الكرام ... فما �أطيبها من‬ ‫�أر�ض و ما �أف�ضلها من �أيام مباركات من الليايل‬ ‫الع�شر الأخرية من �شهر الرحمات و الفغران‬ ‫ً‬ ‫مرجتيا رجاء من ال تو�صد�أبوابه �أن �أحظي‬ ‫ً‬ ‫بنفحة عفو يف �إحدي الليايل الوترية و مبتهال‬ ‫�أن �أكون �ضمن العتقاء يف ليلو القدر .. طموحات‬ ‫كثرية وزاد قليل .. هكذا كان �شعوري ... تلم�ست‬ ‫دماثة خلق �أهل املدينة ... و�صلت �إيل الفندق‬ ‫�أمام احلرم قبل �صالة الع�صر ... جل�ست يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ردهته مت�سائال م�ضطربا ... ماذا ع�ساي �أن‬ ‫�أقول حني �أ�سلم علي ر�سولنا الكرمي و �صحبه‬ ‫الكرام �أبو بكر و عمر ... ر�ضي اهلل عنهم ...‬ ‫ما �أق�ساه من �إختبار �أن تكون يف ح�ضرت من‬ ‫ميلك ال�شفاعة و �أنت غابت عنك الف�صاحة‬ ‫... ما �أ�صعب من موقف حني يبكيك قلبك و‬ ‫تخونك الكلمات ... يف ح�ضرة �شفيع الأمة‬ ‫ماذا ع�ساي �أيها العبد الفقري الغائب احلا�ضر‬ ‫�أن �أقول ... لي�س يل من رجاء �سوي �أن تت�سع‬ ‫رحمة خالقي لتتجاوز ميزان عدله ... ما �أقل‬ ‫ما �أحمله من ب�ضاعة و ما �أكرث من �أمتناه من‬ ‫�أمنيات لأفوز بها من هذا ال�سوق الرم�ضاين‬ ‫الروحاين املبارك ... �سوق ممتد طول العام‬ ‫وكلن يف رم�ضان الأرباح فيه تت�ضاعف ... ما‬ ‫�أحوجنا عن اال�ستثمار يف الوطن احلقيقي :‬ ‫الآخره ... مرت �سويعات ... �أخرجت م�صحفي‬ ‫ً‬ ‫ال�صغري ... قر�أت بع�ض �آيات راجيا �أن يفي�ض‬ ‫علي من وا�سع منه و كرمه و مداده ... �أخذتني‬ ‫ّ‬ ‫قدماي ... ال �أعرف كيف ... وجدت نف�سي يف‬ ‫الرو�ضة ال�شريف�ض ... �سبقتني عيوين و هي‬ ‫تقر�أ قول ر�سولنا الكرمي " ما بَينَْ بيتي و منْبي‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ رَ ِ‬ ‫َ ْ َ ٌ ِ ْ ِ َ ِ جْ ّ ً‬ ‫رو�ضة من ريا�ض النة " .... خ�شع القلب ...‬
  • 2. ‫يارب اجعلني من الفائزين ب�أعلي اجلنان ... و‬ ‫يف زمرة حمبي خريي الأنام ... �صليت ركعتني‬ ‫... �صليت الظهر ... الكل يف �سباق لي�أخذ مكانه‬ ‫لزيارة الر�سول �صلي اهلل عليه و �سلم و �صحبه‬ ‫بعد �صالة الع�صر ... رفع ال�صالة ... �شعرت ب�أنه‬ ‫املرة الأويل يف حياتي �أ�سمع الآذان ... ما �أنقي‬ ‫ال�صوت ... ما �أعذبه ... ما �أخ�شع ال�صدي...‬ ‫وك�أنه قر�آن يتلي للمرة الأويل ... �صليت الع�صر‬ ‫... دلفت �ضمن �صفوف املحبني ال�سائرين �إيل‬ ‫ال�سالم علي �سيد الأنام ولد عدنان �صلوات اهلل‬ ‫عليه وت�سليماته ... ال�سالم عليك يا ر�سول اهلل‬ ‫... ال�سالم عليك يا خري خلق اهلل ... ن�شهد �أنك‬ ‫بلغت الر�سالة و �أديت الأمانة ون�صحت الأمة و‬ ‫ك�شفت الغمة فجزاك خري ما جزي نبي عن �أمته‬ ‫... ال�سالم عليك يا �أبا بكر ... ال�سالم عليك يا‬ ‫خليفة ر�سول اهلل ... ال�سالم عليك �أيها ال�صديق‬ ‫ال�صدوق ... ال�سالم عليك يا عمر بن اخلطاب‬ ‫... يا فاروق الأمة ... ال�سالم عليك �آل البيت‬ ‫... مل �أدري بنف�سي بني ال�صفوف احلا�شدة و‬ ‫املنهمرة عن ميناي و ي�سراي و خلفي و �أمامي ...‬ ‫غلبتني دموعي و �أنا �أمام لوحة دائرية خ�ضراء‬ ‫مكتوب عليها ( هنا ال�سالم علي الر�سول ) ...‬ ‫و لوحة �أخري تبعد عنها ب�ضع مرتات ( هنا‬ ‫ال�سالم علي �أبو بكر ) و ثالثة جماورة ( هنا‬ ‫ال�سالم علي عمر ) ... كم قر�أنا يف ال�سرية‬ ‫العطرة و ال�سنة املحمدية ... كم تعلمنا‬ ‫من درو�س املدر�سة املحمدية ... كما وقفنا‬ ‫منبهرين �أمام ال�صديق ... ن�سد و ع�ضد الر�سول‬ ‫الكرمي ... �صدي كلمات �أحد ممثلي حاكم‬ ‫الروم عن الفاروق ماثلة و �أنا يف ح�ضرته (‬ ‫حكمت , فعدلت , ف�أمنت , فنمت يا عمر ) ...‬ ‫�أي بقعه �أطهر يف م�شارق الأر�ض و مغاربها من‬ ‫بقعة يجتمع فيها الأمني و ال�صديق و الفاروق‬ ‫... �أي نزهة روحية و نف�سية و �إ�ست�شفاء من كل‬ ‫ع�ضال و ذهاب لكل هم و غم و كرب ... �أن تكون‬ ‫�أمام ثالثة هم عماد التاريخ �أمة �إ�سالمية من‬ ‫�أق�صاها �إيل �أق�صاها ... �سالم اهلل عليكم ...‬ ‫�سالم اهلل عليكم ... �سالم اهلل عليكم ... �شعرت‬ ‫بخجل املق�صر ... و بندم التائب ... �أيعقل �أن‬ ‫تكون البقعه الطاهرة و ثالثية الأمانة و‬ ‫ال�صدق و العدل جمتمعون و علي م�سافة ال‬ ‫تتجاوز ثالث �ساعات طريان من موطنك و عملك‬ ‫و يكون �آخر عهدك بهم منذ ع�شر �سنوات ؟؟؟‬
  • 3. ‫و م�صيبتاه ... و جهاله .. هل ر�أيتم غنائم‬ ‫ي�ضيعها العبد علي نف�سه �أكرث من هذا ...‬ ‫اللهم �إغفر لنا تق�صرينا يف حق �أنف�سنا ... �أي‬ ‫حماقة حني يهرب ( املري�ض ) من ( طبيبهُ )‬ ‫ً‬ ‫ف�أيهما الأخ�سر عمال ؟ �أي علم و �أي م�شاغل‬ ‫دنيا و مطامح جتعل املرء ال يحبو حبوا كل عام‬ ‫ّ‬ ‫نحو زيارة طبيب الأمة و �صديقها و فاروقها و‬ ‫ال�صحب الكرام .... من �أين للمرء �أن ي�ستح�ضر‬ ‫روائع �سيد ال�شهداء ( حمزة ) ر�ضي اهلل عنه ..‬ ‫و �سفر ال�صحابة الأنقياء ممن �شملتهم ( البقيع‬ ‫) و ثرى املدينة الطاهره .... �أي بقعة يف العامل‬ ‫حتوي هذا العدد من املب�شرين باجلنة ....‬ ‫رجال �صدقوا مع �أنف�سهم و �صدقوا مع بارئهم‬ ‫... �أكاد �أ�شعر ب�أن عملي مل يكن �سوى ( جهل ) ما‬ ‫بعده ( جهل ) ... كيف يل �أن ال �أنعم باحل�ضور‬ ‫يف �صحبة ه�ؤالء �شهريا لأروي ظم�أي و �أطفئ‬ ‫ً‬ ‫�إ�شتياق روحي لآخرة ن�سيناها و �أجلناها طمعا‬ ‫يف مطامح مل توردنا �سوى املهالك و الآالم ...‬ ‫رحماك ربي مبن جهل مبناقب ال�صحب الكرام ...‬ ‫و تتواىل ن�سائم الرحمة و نفحات املغفرة يف‬ ‫الع�شر الأواخر ... و يتلى القر�آن يف ال�صلوات‬ ‫و ت�ست�شعر ب�أنك ت�سمعه للمرة الأوىل ... و �أنك‬ ‫تن�صت �إليه املرة الأويل .... و �أنك للتو بد�أت‬ ‫تعي معانيه ... يا اهلل .. كيف هذا ... كم عدد‬ ‫املرات التي قر�أت العني .. " يوم نقو لهنم هَ ل‬ ‫َ ْ َ َ ُ ُ جَِ َ ً َ‬ ‫امتالت وتقول هَ ل من مزيد" �سورة ق الآية 03‬ ‫َْ ْ ََُ ُ ْ ًِ ِ‬ ‫.... يا�إلهي هكذا جهنم – �أعاذنا اهلل منّها –‬ ‫رغم ما بها تقول نعم هل من مزيد ... و ما هو‬ ‫املزيد .... مائة ... الف ... ملون .... بليون‬ ‫.... يا�إلهي ماذا لو �أو�صلتنا �أعمالنا ايل �أن نكون‬ ‫�ضمن املزيد ... رحماك بي رحماك ... اللهم‬ ‫عاملنا برحمتك و عفوك ال بعدلك ف�أنك �أرحم‬ ‫الراحمني ... و ينتقل القاريء يف الآيات بني‬ ‫تهجد و قيام و ي�صل �إيل الآية الكرمية" ونادي‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َ ُ جَْ ً ْ َ َ ً‬ ‫�أ�صحاب النة �أ�صحاب النار �أن قد وجدنا ما‬ ‫َ ْ َ َ َْ َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ َ ً َ َ ْ َ َ مً َ ً َ َ َ ً ُ ْ َ ً‬ ‫وعدَ نا ربنا حقا فهل وجدت ما وعدَ ربكم حقا "‬ ‫�سورة الأعراف الآية 44 ... يا �إلهي ... هكذا‬ ‫حال الف�سطاطني ... كل مبا عمل خ�صيم ... و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف�سطاط اجلنة يجزم جزما قاطعا لف�سطاط‬ ‫�أهل النار ... الذين غرتهم الأماين و غرهم‬ ‫باهلل الغرور ... يعودوا �إىل �أ�صحاب اجلنة ...‬ ‫ع�سي �أن يكون الوعد – و هلل املثل الأعلي –‬
  • 4. ‫يف غري حمله فري�ضون العذاب ... ولكن ت�أتيهم‬ ‫َ ُ ْ ََ ْ ً‬ ‫االجابة ال�شافية الوافية " قالوا نعم فَ�أذنَ‬ ‫ُ ٌ ََُْ ْ ًَُْ‬ ‫ً َ‬ ‫م�ؤذنٌ بينهم �أن لعنة اهلل ع َلي الظاملني " �سورة‬ ‫َ‬ ‫الأعراف الآية 44 .... نعم وجدنا ما وعدنا‬ ‫ً‬ ‫ربنا حقا .... و كيف ال يجدون و هو �سبحانه‬ ‫الذي ال يظلم مثقال ذرة ... و كيف ال يجدون‬ ‫و �سبحانه يحار املجرمون يف عدله و دقه‬ ‫َ ُ ِ َ ْ ِ َ ُ رَ َ‬ ‫ْ ِِ َ ُ ْ ِِ َ‬ ‫ح�سابه "وو�ضع الكتاب فَتى المُْجرمني م�شفقني‬ ‫ّ ِ ِ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ ِ َ ْ ِ َ ِ اَ‬ ‫ممَِا فيه ويقولونَ يا وي َلتنا مال هذا الكتاب ل‬ ‫يغادر �صَغرية ول كبرية �إِل �أَح�صَاهَ اج ووجدُ وا‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ َ ِ ُ ِ َ ً َ اَ َ ِ َ ً َاّ ْ‬ ‫ما عم ُلوا حا�ضرا �صلى ول يظ ِلم ربك �أَحدً ا "‬ ‫َ َ ِ‬ ‫َ اَ َ ْ ُ َ ُّ َ َ‬ ‫َ ِ ً‬ ‫�سورة الكهف الآية 94 ... و يتوا�صل املَداد‬ ‫الإلهي يف �سورة و �آيات القر�آن و ك�أنك بني‬ ‫لوحة فنية كل جزء منها ينب�أك عن حياتك‬ ‫... عن جنباتك عن وجودك عن م�ستقبلك‬ ‫... ب�ستان وارف بثمار فواحة لها مذاق خا�ص‬ ‫ً‬ ‫... ت�أخذين الأيات بعيدا عن الأر�ض لأحلق‬ ‫يف مدارات �أخري ال �أعرفها وال �أعلمها ... و‬ ‫ت�س�ألني عن الزمن ال �أعرف ... ت�س�ألني عن‬ ‫املكان ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف متر �ساعتني يف‬ ‫التهجد �أو ما يزيد ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف‬ ‫كنت يف ح�ضرة �صالة الرتاويح ال �أعرف ...‬ ‫ت�س�ألني �أين كنت يجد موط�أ قدم و�سط �أكرث‬ ‫من مليون م�صلي ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف‬ ‫كان مذاق طعام االفطار يف احلرم علي ب�ضع‬ ‫مترات و ماء زمزم و ما يجود به املح�سنون من‬ ‫كل �صوب و يطاردوك حتي لتكاد تقول لهم ...‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جزاكم اهلل خريا .....جزاكم اهلل خريا ما‬ ‫�أعظم �ش�أن هذا الدين حني يخل�ص املخل�صون‬ ‫و يقولون ما يفعلون و تتطهر القلوب ....‬ ‫�ضدقت ر�سولنا الكرمي ... لو �أنك تتوكلون علي‬ ‫اهلل حق توكله لرزقكم كما يرزق الطري تغدو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خما�صا و تعدو بطانا ... من �أطعم ه�ؤالء امللون‬ ‫م�صلي يف تلك البقعة الطاهرة ... و �أذهب‬ ‫ظم�أهم و جوعهم ... �سبحانك ربي �سبحانك .‬
  • 5. ‫و اجعل �آخر عهدنا بالدنيا ديار �ساكنها خري‬ ‫الأنام ... و ي�أخذين مرافقي يف زيارة البقيع‬ ‫و جبل �أحد و م�سجد قباء و يف كل مكان يتلي‬ ‫علي م�سامعي ق�ص�ص ال�صحابة و خلقهم مع‬ ‫قائدهم و قدوتهم ر�سولنا الكرمي .... و‬ ‫تنتهي رحلتي بالعودة �إيل املطار لأجد نف�سي‬ ‫و للمرة الأويل ... �أمتني �أال ت�أتي الرحلة ...‬ ‫�أمتني �أن يتم �إلغا�ؤها لأعود من جديد ... و‬ ‫لكن هيهات ... و تظل عيناي تطل من نافذة‬ ‫الطائرة علي جبال املدينة ... علي جنباتها‬ ‫... �سالم اهلل علي �ساكنها ... اللهم ال حترمنا‬ ‫جوار نبيك �أحياء �أو بعد املمات ... اللهم‬ ‫�إجعل �آخر عهدنا من دنياك طيبة الطيبة ...‬ ‫ً‬ ‫و ها هي الأيام مت�ضي ال �أقول �سريعا ولكن‬ ‫كلحظة ت�أمل يف �سماء ملكوت الكون .. لينادي‬ ‫املنادي عليك �أن تغادر و تعود حيث �أتيت ... و‬ ‫ً‬ ‫اذهب جمددا بعد �صالة القيام ... و�سط جموع‬ ‫املتعط�شني و امللبني و القادمني ... لأختم زيارتي‬ ‫بال�سالم علي خري الأنام ... و ل�ست مب�صدق �أنني‬ ‫�س�أغادر...اللهمالجتعل�آخرعهدنابالدنياديارنا‬ ‫يف رحلة العودة من املدينة املنورة �إيل الريا�ض‬ ‫ثم �إيل �أبوظبي‬ ‫82 رم�ضان - 60 �سبتمرب 0102‬ ‫ •الرئي�س التنفيذي ملجموعة ( ‪) CMI-CEO‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫•م�ست�شار رئي�سي ـ التطوير والتميز امل�ؤ�س�سي‬ ‫• مقيم رئي�سي معتمد ( ‪) EFQM Master Assessor , Belgium‬‬ ‫•مدرب معتمد ( ‪) EFQM Licensed Trainer, Belgium‬‬ ‫•مدرب معتمد فى �إدارة املعرفة ( ‪) CKM Instructor KMI, USA‬‬ ‫•حمكم جتاري دويل مبركز �أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري ( ‪) Chartered Arbitrator‬‬