في صبحية الثاني و العشرون من رمضان الموافق الثاني من سبتمبر للعام 2010 .... و في ثياب بيضاء معدودة القطع بسيطة غير ثمينة ضمن حقيبة متواضعة تذكرنا برحلتنا الأخيرة في دنيانا ... بدأت خطواتي الأولي في رحلتي نحو طيبة الطيبة ... المدينة المنورة ... لأنعم بالقرب من شفيعنا و قدوتنا و أسوتنا صلي الله عليه و سلم و صحبة الكرام
1 of 5
Download to read offline
More Related Content
في حضرة طيبة الطيبة
1. د. عماد الدين حسين
في حضرة طيبة الطيبة ....
في حضرة طيبة الطيبة ....
طيبة الطيبة ....
في حضرة في حضرة
في حضرة طيبة الطيبة ....
في حضرة طيبة الطيبة ....
طيبة الطيبة ....
في حضرة طيبة الطيبة ....
يف �صبحية الثاين و الع�شرون من رم�ضان املوافق
الثاين من �سبتمرب للعام 0102 .... و يف ثياب
بي�ضاء معدودة القطع ب�سيطة غري ثمينة �ضمن
حقيبة متوا�ضعة تذكرنا برحلتنا الأخرية
يف دنيانا ... بد�أت خطواتي الأويل يف رحلتي
نحو طيبة الطيبة ... املدينة املنورة ... لأنعم
بالقرب من �شفيعنا و قدوتنا و �أ�سوتنا �صلي اهلل
عليه و �سلم و �صحبة الكرام ... فما �أطيبها من
�أر�ض و ما �أف�ضلها من �أيام مباركات من الليايل
الع�شر الأخرية من �شهر الرحمات و الفغران
ً
مرجتيا رجاء من ال تو�صد�أبوابه �أن �أحظي
ً
بنفحة عفو يف �إحدي الليايل الوترية و مبتهال
�أن �أكون �ضمن العتقاء يف ليلو القدر .. طموحات
كثرية وزاد قليل .. هكذا كان �شعوري ... تلم�ست
دماثة خلق �أهل املدينة ... و�صلت �إيل الفندق
�أمام احلرم قبل �صالة الع�صر ... جل�ست يف
ً
ً
ردهته مت�سائال م�ضطربا ... ماذا ع�ساي �أن
�أقول حني �أ�سلم علي ر�سولنا الكرمي و �صحبه
الكرام �أبو بكر و عمر ... ر�ضي اهلل عنهم ...
ما �أق�ساه من �إختبار �أن تكون يف ح�ضرت من
ميلك ال�شفاعة و �أنت غابت عنك الف�صاحة
... ما �أ�صعب من موقف حني يبكيك قلبك و
تخونك الكلمات ... يف ح�ضرة �شفيع الأمة
ماذا ع�ساي �أيها العبد الفقري الغائب احلا�ضر
�أن �أقول ... لي�س يل من رجاء �سوي �أن تت�سع
رحمة خالقي لتتجاوز ميزان عدله ... ما �أقل
ما �أحمله من ب�ضاعة و ما �أكرث من �أمتناه من
�أمنيات لأفوز بها من هذا ال�سوق الرم�ضاين
الروحاين املبارك ... �سوق ممتد طول العام
وكلن يف رم�ضان الأرباح فيه تت�ضاعف ... ما
�أحوجنا عن اال�ستثمار يف الوطن احلقيقي :
الآخره ... مرت �سويعات ... �أخرجت م�صحفي
ً
ال�صغري ... قر�أت بع�ض �آيات راجيا �أن يفي�ض
علي من وا�سع منه و كرمه و مداده ... �أخذتني
ّ
قدماي ... ال �أعرف كيف ... وجدت نف�سي يف
الرو�ضة ال�شريف�ض ... �سبقتني عيوين و هي
تقر�أ قول ر�سولنا الكرمي " ما بَينَْ بيتي و منْبي
َ
َ ْ َ رَ ِ
َ ْ َ ٌ ِ ْ ِ َ ِ جْ ّ ً
رو�ضة من ريا�ض النة " .... خ�شع القلب ...
2. يارب اجعلني من الفائزين ب�أعلي اجلنان ... و
يف زمرة حمبي خريي الأنام ... �صليت ركعتني
... �صليت الظهر ... الكل يف �سباق لي�أخذ مكانه
لزيارة الر�سول �صلي اهلل عليه و �سلم و �صحبه
بعد �صالة الع�صر ... رفع ال�صالة ... �شعرت ب�أنه
املرة الأويل يف حياتي �أ�سمع الآذان ... ما �أنقي
ال�صوت ... ما �أعذبه ... ما �أخ�شع ال�صدي...
وك�أنه قر�آن يتلي للمرة الأويل ... �صليت الع�صر
... دلفت �ضمن �صفوف املحبني ال�سائرين �إيل
ال�سالم علي �سيد الأنام ولد عدنان �صلوات اهلل
عليه وت�سليماته ... ال�سالم عليك يا ر�سول اهلل
... ال�سالم عليك يا خري خلق اهلل ... ن�شهد �أنك
بلغت الر�سالة و �أديت الأمانة ون�صحت الأمة و
ك�شفت الغمة فجزاك خري ما جزي نبي عن �أمته
... ال�سالم عليك يا �أبا بكر ... ال�سالم عليك يا
خليفة ر�سول اهلل ... ال�سالم عليك �أيها ال�صديق
ال�صدوق ... ال�سالم عليك يا عمر بن اخلطاب
... يا فاروق الأمة ... ال�سالم عليك �آل البيت
... مل �أدري بنف�سي بني ال�صفوف احلا�شدة و
املنهمرة عن ميناي و ي�سراي و خلفي و �أمامي ...
غلبتني دموعي و �أنا �أمام لوحة دائرية خ�ضراء
مكتوب عليها ( هنا ال�سالم علي الر�سول ) ...
و لوحة �أخري تبعد عنها ب�ضع مرتات ( هنا
ال�سالم علي �أبو بكر ) و ثالثة جماورة ( هنا
ال�سالم علي عمر ) ... كم قر�أنا يف ال�سرية
العطرة و ال�سنة املحمدية ... كم تعلمنا
من درو�س املدر�سة املحمدية ... كما وقفنا
منبهرين �أمام ال�صديق ... ن�سد و ع�ضد الر�سول
الكرمي ... �صدي كلمات �أحد ممثلي حاكم
الروم عن الفاروق ماثلة و �أنا يف ح�ضرته (
حكمت , فعدلت , ف�أمنت , فنمت يا عمر ) ...
�أي بقعه �أطهر يف م�شارق الأر�ض و مغاربها من
بقعة يجتمع فيها الأمني و ال�صديق و الفاروق
... �أي نزهة روحية و نف�سية و �إ�ست�شفاء من كل
ع�ضال و ذهاب لكل هم و غم و كرب ... �أن تكون
�أمام ثالثة هم عماد التاريخ �أمة �إ�سالمية من
�أق�صاها �إيل �أق�صاها ... �سالم اهلل عليكم ...
�سالم اهلل عليكم ... �سالم اهلل عليكم ... �شعرت
بخجل املق�صر ... و بندم التائب ... �أيعقل �أن
تكون البقعه الطاهرة و ثالثية الأمانة و
ال�صدق و العدل جمتمعون و علي م�سافة ال
تتجاوز ثالث �ساعات طريان من موطنك و عملك
و يكون �آخر عهدك بهم منذ ع�شر �سنوات ؟؟؟
3. و م�صيبتاه ... و جهاله .. هل ر�أيتم غنائم
ي�ضيعها العبد علي نف�سه �أكرث من هذا ...
اللهم �إغفر لنا تق�صرينا يف حق �أنف�سنا ... �أي
حماقة حني يهرب ( املري�ض ) من ( طبيبهُ )
ً
ف�أيهما الأخ�سر عمال ؟ �أي علم و �أي م�شاغل
دنيا و مطامح جتعل املرء ال يحبو حبوا كل عام
ّ
نحو زيارة طبيب الأمة و �صديقها و فاروقها و
ال�صحب الكرام .... من �أين للمرء �أن ي�ستح�ضر
روائع �سيد ال�شهداء ( حمزة ) ر�ضي اهلل عنه ..
و �سفر ال�صحابة الأنقياء ممن �شملتهم ( البقيع
) و ثرى املدينة الطاهره .... �أي بقعة يف العامل
حتوي هذا العدد من املب�شرين باجلنة ....
رجال �صدقوا مع �أنف�سهم و �صدقوا مع بارئهم
... �أكاد �أ�شعر ب�أن عملي مل يكن �سوى ( جهل ) ما
بعده ( جهل ) ... كيف يل �أن ال �أنعم باحل�ضور
يف �صحبة ه�ؤالء �شهريا لأروي ظم�أي و �أطفئ
ً
�إ�شتياق روحي لآخرة ن�سيناها و �أجلناها طمعا
يف مطامح مل توردنا �سوى املهالك و الآالم ...
رحماك ربي مبن جهل مبناقب ال�صحب الكرام ...
و تتواىل ن�سائم الرحمة و نفحات املغفرة يف
الع�شر الأواخر ... و يتلى القر�آن يف ال�صلوات
و ت�ست�شعر ب�أنك ت�سمعه للمرة الأوىل ... و �أنك
تن�صت �إليه املرة الأويل .... و �أنك للتو بد�أت
تعي معانيه ... يا اهلل .. كيف هذا ... كم عدد
املرات التي قر�أت العني .. " يوم نقو لهنم هَ ل
َ ْ َ َ ُ ُ جَِ َ ً َ
امتالت وتقول هَ ل من مزيد" �سورة ق الآية 03
َْ ْ ََُ ُ ْ ًِ ِ
.... يا�إلهي هكذا جهنم – �أعاذنا اهلل منّها –
رغم ما بها تقول نعم هل من مزيد ... و ما هو
املزيد .... مائة ... الف ... ملون .... بليون
.... يا�إلهي ماذا لو �أو�صلتنا �أعمالنا ايل �أن نكون
�ضمن املزيد ... رحماك بي رحماك ... اللهم
عاملنا برحمتك و عفوك ال بعدلك ف�أنك �أرحم
الراحمني ... و ينتقل القاريء يف الآيات بني
تهجد و قيام و ي�صل �إيل الآية الكرمية" ونادي
ََ َ
ْ َ ُ جَْ ً ْ َ َ ً
�أ�صحاب النة �أ�صحاب النار �أن قد وجدنا ما
َ ْ َ َ َْ َ
َ َ َ َ ً َ َ ً َ َ ْ َ َ مً َ ً َ َ َ ً ُ ْ َ ً
وعدَ نا ربنا حقا فهل وجدت ما وعدَ ربكم حقا "
�سورة الأعراف الآية 44 ... يا �إلهي ... هكذا
حال الف�سطاطني ... كل مبا عمل خ�صيم ... و
ً
ً
ف�سطاط اجلنة يجزم جزما قاطعا لف�سطاط
�أهل النار ... الذين غرتهم الأماين و غرهم
باهلل الغرور ... يعودوا �إىل �أ�صحاب اجلنة ...
ع�سي �أن يكون الوعد – و هلل املثل الأعلي –
4. يف غري حمله فري�ضون العذاب ... ولكن ت�أتيهم
َ ُ ْ ََ ْ ً
االجابة ال�شافية الوافية " قالوا نعم فَ�أذنَ
ُ ٌ ََُْ ْ ًَُْ
ً َ
م�ؤذنٌ بينهم �أن لعنة اهلل ع َلي الظاملني " �سورة
َ
الأعراف الآية 44 .... نعم وجدنا ما وعدنا
ً
ربنا حقا .... و كيف ال يجدون و هو �سبحانه
الذي ال يظلم مثقال ذرة ... و كيف ال يجدون
و �سبحانه يحار املجرمون يف عدله و دقه
َ ُ ِ َ ْ ِ َ ُ رَ َ
ْ ِِ َ ُ ْ ِِ َ
ح�سابه "وو�ضع الكتاب فَتى المُْجرمني م�شفقني
ّ ِ ِ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ ِ َ ْ ِ َ ِ اَ
ممَِا فيه ويقولونَ يا وي َلتنا مال هذا الكتاب ل
يغادر �صَغرية ول كبرية �إِل �أَح�صَاهَ اج ووجدُ وا
ََ َ
ُ َ ِ ُ ِ َ ً َ اَ َ ِ َ ً َاّ ْ
ما عم ُلوا حا�ضرا �صلى ول يظ ِلم ربك �أَحدً ا "
َ َ ِ
َ اَ َ ْ ُ َ ُّ َ َ
َ ِ ً
�سورة الكهف الآية 94 ... و يتوا�صل املَداد
الإلهي يف �سورة و �آيات القر�آن و ك�أنك بني
لوحة فنية كل جزء منها ينب�أك عن حياتك
... عن جنباتك عن وجودك عن م�ستقبلك
... ب�ستان وارف بثمار فواحة لها مذاق خا�ص
ً
... ت�أخذين الأيات بعيدا عن الأر�ض لأحلق
يف مدارات �أخري ال �أعرفها وال �أعلمها ... و
ت�س�ألني عن الزمن ال �أعرف ... ت�س�ألني عن
املكان ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف متر �ساعتني يف
التهجد �أو ما يزيد ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف
كنت يف ح�ضرة �صالة الرتاويح ال �أعرف ...
ت�س�ألني �أين كنت يجد موط�أ قدم و�سط �أكرث
من مليون م�صلي ال �أعرف ... ت�س�ألني كيف
كان مذاق طعام االفطار يف احلرم علي ب�ضع
مترات و ماء زمزم و ما يجود به املح�سنون من
كل �صوب و يطاردوك حتي لتكاد تقول لهم ...
ً
ً
جزاكم اهلل خريا .....جزاكم اهلل خريا ما
�أعظم �ش�أن هذا الدين حني يخل�ص املخل�صون
و يقولون ما يفعلون و تتطهر القلوب ....
�ضدقت ر�سولنا الكرمي ... لو �أنك تتوكلون علي
اهلل حق توكله لرزقكم كما يرزق الطري تغدو
ً
ً
خما�صا و تعدو بطانا ... من �أطعم ه�ؤالء امللون
م�صلي يف تلك البقعة الطاهرة ... و �أذهب
ظم�أهم و جوعهم ... �سبحانك ربي �سبحانك .
5. و اجعل �آخر عهدنا بالدنيا ديار �ساكنها خري
الأنام ... و ي�أخذين مرافقي يف زيارة البقيع
و جبل �أحد و م�سجد قباء و يف كل مكان يتلي
علي م�سامعي ق�ص�ص ال�صحابة و خلقهم مع
قائدهم و قدوتهم ر�سولنا الكرمي .... و
تنتهي رحلتي بالعودة �إيل املطار لأجد نف�سي
و للمرة الأويل ... �أمتني �أال ت�أتي الرحلة ...
�أمتني �أن يتم �إلغا�ؤها لأعود من جديد ... و
لكن هيهات ... و تظل عيناي تطل من نافذة
الطائرة علي جبال املدينة ... علي جنباتها
... �سالم اهلل علي �ساكنها ... اللهم ال حترمنا
جوار نبيك �أحياء �أو بعد املمات ... اللهم
�إجعل �آخر عهدنا من دنياك طيبة الطيبة ...
ً
و ها هي الأيام مت�ضي ال �أقول �سريعا ولكن
كلحظة ت�أمل يف �سماء ملكوت الكون .. لينادي
املنادي عليك �أن تغادر و تعود حيث �أتيت ... و
ً
اذهب جمددا بعد �صالة القيام ... و�سط جموع
املتعط�شني و امللبني و القادمني ... لأختم زيارتي
بال�سالم علي خري الأنام ... و ل�ست مب�صدق �أنني
�س�أغادر...اللهمالجتعل�آخرعهدنابالدنياديارنا
يف رحلة العودة من املدينة املنورة �إيل الريا�ض
ثم �إيل �أبوظبي
82 رم�ضان - 60 �سبتمرب 0102
•الرئي�س التنفيذي ملجموعة ( ) CMI-CEO
•م�ست�شار رئي�سي ـ التطوير والتميز امل�ؤ�س�سي
• مقيم رئي�سي معتمد ( ) EFQM Master Assessor , Belgium
•مدرب معتمد ( ) EFQM Licensed Trainer, Belgium
•مدرب معتمد فى �إدارة املعرفة ( ) CKM Instructor KMI, USA
•حمكم جتاري دويل مبركز �أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري ( ) Chartered Arbitrator