أبدى الباشا تعاطفاً وتسامحاً كبيرين مع الأجانب مما شجعهم على الإقامة في البلاد، ومنع كل مظاهر التمييز التي كان يُجبر عليها أهل الديانات، وأذن للرهبان ببناء الأديرة كما قدم كل الخدمات التي كان يطلبها الأجانب، هكذا تبدل حال الأجانب في مصر وخرجوا من عزلتهم، واستعان بهم الباشا كخبراء ومستشارين، بل وتوطدت صداقته مع البعض منهم. ونلحظ أنه قد نزحت إلى مصر أيضاً جماعات أوربية من عناصر سيئة، لذلك أصدر الباشا 1829م أمراً إلى بوغوص بك يُعلمه بأنه اتفق مع قنصلي فرنسا وإنجلترا بإبعاد من لا صنعة ولا كسب له لبلاده. ونلحظ هنا أن اليونانيين بوجه خاص قد بكروا في المجيء إلى مصر منذ عام 1811م، وانخرط عدد منهم في جيش محمد علي. أما الفرنسيون فقد كثر وفودهم عقب انهيار إمبراطورية بونابرت عام 1815م. وكانت الجالية الأرمنية الأكثر عدداً عام 1829م بسبب الحرب العثمانية- الروسية.